إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
161146 مشاهدة print word pdf
line-top
عقيدة أهل السنة في الروح

...............................................................................


من عقيدة أهل السنة أولا: أن الأرواح مخلوقة, وثانيا: أنها باقية بعد خروجها من الأجساد وأن موتها هو مفارقتها لهذا الجسد، وقد ذكرنا أنهم اختلفوا اختلافا كثيرا في كيفية هذه الروح, وفي ماهيتها, ولم يصلوا إلى قول مُحَقَّقٍ.
نهاية قولهم أن قالوا ما قال الله: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وقد أضاف الله تعالى الروح إلى نفسه إضافة مخلوق إلى خالقه؛ في قصة خلق آدم في قوله تعالى: إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ نفخت فيه من روحي, يعني: جسد, أول ما خلق نفخت فيه الروح, فعاش بعدما كان جسدا ملقى, نفخت فيه من روحي، الآن نعلم كيفية تلك الروح التي تنفخ فيه, وكذلك أيضا أخبر أن عيسى روح من الله في قوله تعالى عن عيسى إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ يعني: من جملة الأرواح التي خلقها, وقد أخبر أيضا أن عيسى ينفخ في الطير, فيعيش الطير, يقول: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي يعني: أعطاه الله تعالى في نفَسه حياة وروحا, ينفخ في ذلك الصورة التي يصورها من الطين, حتى تكون هيكلا لحما وعظاما وريشا, فينفخ فيها تلك الصورة, فيطير ذلك الطير، ولكن يقولون: إنه يطير, حتى إذا غاب عن الأعين سقط ميتا؛ ليعلم الفرق بين خلق الله تعالى وخلق عيسى مع أنه أخبر بأن هذا الخلق, بأنه خلق بإذنه بإذني أي: بإرادتي ومشيئتي.
فالحاصل أننا نعتقد أنا قاصرون عن إدراك معرفة خلق الله تعالى وأصغر الخلق, بل وأقربهم إلينا وهي هذه الأرواح، فإذا عجزنا عن معرفة كيفيتها، فكيف نخوض بعد ذلك في تكييف خلق الله تعالى, أو في تكيّف صورة, أو تصوير شيء من صفاته؟! فنحن عن ذلك أَوْلَى وأعجز, فعلينا الرضا والتسليم. الآن نواصل القراءة.

line-bottom