اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
148766 مشاهدة print word pdf
line-top
عقيدة أهل السنة في الروح

...............................................................................


من عقيدة أهل السنة أولا: أن الأرواح مخلوقة, وثانيا: أنها باقية بعد خروجها من الأجساد وأن موتها هو مفارقتها لهذا الجسد، وقد ذكرنا أنهم اختلفوا اختلافا كثيرا في كيفية هذه الروح, وفي ماهيتها, ولم يصلوا إلى قول مُحَقَّقٍ.
نهاية قولهم أن قالوا ما قال الله: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وقد أضاف الله تعالى الروح إلى نفسه إضافة مخلوق إلى خالقه؛ في قصة خلق آدم في قوله تعالى: إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ نفخت فيه من روحي, يعني: جسد, أول ما خلق نفخت فيه الروح, فعاش بعدما كان جسدا ملقى, نفخت فيه من روحي، الآن نعلم كيفية تلك الروح التي تنفخ فيه, وكذلك أيضا أخبر أن عيسى روح من الله في قوله تعالى عن عيسى إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ يعني: من جملة الأرواح التي خلقها, وقد أخبر أيضا أن عيسى ينفخ في الطير, فيعيش الطير, يقول: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي يعني: أعطاه الله تعالى في نفَسه حياة وروحا, ينفخ في ذلك الصورة التي يصورها من الطين, حتى تكون هيكلا لحما وعظاما وريشا, فينفخ فيها تلك الصورة, فيطير ذلك الطير، ولكن يقولون: إنه يطير, حتى إذا غاب عن الأعين سقط ميتا؛ ليعلم الفرق بين خلق الله تعالى وخلق عيسى مع أنه أخبر بأن هذا الخلق, بأنه خلق بإذنه بإذني أي: بإرادتي ومشيئتي.
فالحاصل أننا نعتقد أنا قاصرون عن إدراك معرفة خلق الله تعالى وأصغر الخلق, بل وأقربهم إلينا وهي هذه الأرواح، فإذا عجزنا عن معرفة كيفيتها، فكيف نخوض بعد ذلك في تكييف خلق الله تعالى, أو في تكيّف صورة, أو تصوير شيء من صفاته؟! فنحن عن ذلك أَوْلَى وأعجز, فعلينا الرضا والتسليم. الآن نواصل القراءة.

line-bottom